عندما كان عمري 15 عام، كرة القدم منحتني الفرصة
للتو أنهيت حصتي التدريبية مع فريق قريتي الصغيرة، أستورياس، والدي يقلّني للمنزل كما جرت العادة، لكنه يسلك طريقًا أخرى هذه المرة، أبي وقف عند إحدى الطرق، كان هناك شخص ينتظرنا، لقد تعرّفت عليه، هو أحد كشافي ريال مدريد، شاهدته يحضر لبعض المباريات من قبل
والدي تحدّث معه لبضعة دقائق ثم عاد للسيّارة، أخبرني أن ريال مدريد يريدوني، ارتبكت، مدريد؟ ريال مدريد؟ يريدون ضمّي؟
قضينا الأيّام المقبلة في التفكير حول العرض، والدي ووالدتي كان من الصعب عليهم إرسالي لمدينة كبيرة كمدريد لوحدي، في النهاية قالوا لي "أحيانًا القطار لا يأتي مرتين في الحياة."
تحدثت أيضًا مع جدي، مشجعي الأكبر على الدوام، طوال مسيرتي لم يفوّت مباراة لي، أخبرني بأن أتّبع ما يمليه عليّ قلبي، وأن حلمي بأن أصبح لاعب محترف يتطلّب المخاطرة
عندما يتحدّث الناس عن كرة القدم، في الغالب يتحدّثون عن الأموال أو البطولات، لكن كرة القدم توفّر أشياء أخرى لصغار السن، توفّر لهم تجربة الحياة الحقيقية، وأحيانًا الحياة تكون صعبة
ذهبت لمدريد، هناك تعلّمت كيف أعيش بمفردي، عندما تكون لوحدك، تكتشف الكثير من الأشياء عن نفسك، تفكّر كثيرًا بمقدار الجهد المضني الذي بذلته عائلتك لتكون حيث أنت الآن، بعدها تدرك مسؤوليتك تجاههم بأن تعمل بجد لرد هذا الجميل، لكن في نادٍ كمدريد، الأمور تكون معقّدة بعض الشيء، خصوصًا عندما يمتلكون أمثال زيدان وفيجو وكارلوس وبيكهام
في صيف 2007 وقّعت لفالنسيا، أتمنى لو أن بمقدوري القول أن وقتي هناك كان مثاليًا لكنه لم يكن كذلك، في أول موسم بدّلنا 3 مدربين، للاعب عمره 19 عام الأمر صعب، عائلتي كانت قلقة، خصوصًا جدّي، كان يحضر دومًا للميستايا
أخبرته ذات مرّة وأنا في فالنسيا أنّي أعاني كثيرًا، ولن أنسى ما قاله لي، لقد قال "خوان، مستقبلك ومسيرتك الكروية، يمنحاني الحياة، أنا كلّي فخر بك، أنا يغمرني الأمل عندما أشاهدك."
سنواتي الأربعة في فالنسيا أُشبّهها بشهادة الماجستير، هناك تعلّمت فن كرة القدم وعرفت معنى الحياة وقيمتها
فترتي في إنجلترا هي الحياة الحقيقية التي تأتيك بعد أن تنهي دراستك الجامعية، تعرف فيها الصعود والهبوط، أفضل لاعب في تشلسي لعامين، لقب دوري الأبطال، ثمّ سنة صعبة جدًا عانيت فيها على الدكّة، عانيت لدرجة أني شككت في قدراتي كلاعب جيد
ليلة ميونيخ لن أنساها، عندما وصلنا لركلات الترجيح، عندما تقدّم دروغبا لتنفيذ ركلة الجزاء، كنت على يقين تام بأنه سيسجل، تعابير وجهه بعد الهدف تشرح لك كل شيء، لم يكن يعرف، أعليه أن يضحك أم يبكي؟ لقد كان فوق سطح القمر، مثلنا جميعًا
بمجرّد أن تخطينا جنون تلك اللحظات، فكّرت بعائلتي، جميعهم كانوا في الملعب، أبي وأمي وجدّي وجدّتي وأصدقائي، علمت أن ركلات الترجيح ستوتّرهم، خصوصًا المسكينة جدّتي، جدّي أخبرني بعد اللقاء أنها من شدة التوتر فضّلت الإختباء في الحمّام على مشاهدة ركلات الترجيح
أثناء احتفالاتنا بتحقيق اللقب في غرفة خلع الملابس وفي الملعب، نظرت حولي وشاهدت جمال كرة القدم
حارس من التشيك، مدافع من صربيا وآخر من البرازيل، لاعبي وسط من غانا والبرتغال ونيجيريا وإسبانيا وإنجلترا، وبالطبع، ذلك المهاجم المدهش من ساحل العاج
لقد جئنا من مختلف أنحاء العالم، من ظروف مختلفة، ونتحدث العديد من اللغات المختلفة، البعض نشأ في زمن الحرب، البعض نشأ في ظروف فقر، لكنّا كنّا متّحدين هناك، هناك في ألمانيا لأجل هدفٍ واحد، لنصبح أبطالًا لأوروبا
الطريقة التي جئنا فيها سويًا من جميع أنحاء العالم لتحقيق هدف مشترك، بالنسبة لي، أهم وأكثر فائدة من اللقب الذي حصلنا عليه
أنا أهتم جدًا بالعلاقات، عندما غادرت تشلسي نحو مانشستر يونايتد، بقيت مهتمًا جدًا بتشلسي، كنت حريص للغاية على أن يحصل النادي على مبلغ ذو قيمة من صفقة بيعي، وحرصت على إبقاء علاقتي جيدة بكل من أعرفهم هناك، آمل أن أكون قد نجحت بذلك
لكني شيطانٌ أحمر الآن، دومًا أقول أن هناك أندية عظيمة، ثم هناك مانشستر يونايتد، هدفي المقصي في ليفربول لا زال الناس يسألوني عنه، سواء في قريتي الصغيرة اوفييدو أو مومباي أو لوس أنجليس أو بيكين، عائلة اليونايتد كبيرة جدًا في جميع أنحاء العالم
عشقي لجمهور اليونايتد يزداد عامًا تلو الآخر، في فبراير من العام الماضي كنت بحاجة لمساعدتهم
جدّي الذي لم يكن قد فوّت لقاء واحد لي طوال حياتي، كان مريض للغاية، أتذكر محادثتي معه في الحافلة عبر سكايب بعد الفوز على سانت إيتيان في فرنسا في اليوروباليج، صوته كان خافت، كان يعاني، بالكاد يتحدّث، لكنه أخبرني أن الآسيست الذي قدمته لمخيتاريان كان عظيم
أقول لك يا جدّي، ذلك الآسيست هو الأفضل في حياتي، لأنه كان الأخير الذي تشاهده لي، بعد تلك المباراة بأيّام، توفيّ جدّي
عندما يحدث معك شيء مهم في حياتك وتكون في مكانٍ ما، تتذكر كل شيء حصل معك في ذلك اليوم، أنا لا زلت أتذكر لقاء سانت إيتيان بكل تفاصيله، وحتى طريق العودة للمنزل أتذكرها، أتمنى أن أراك يا جدّي مرةً أخرى للحديث عن تلك المباراة
ذهبت لإسبانيا لحضور جنازته، وعندما عُدت، رأيت جميع الرسائل التي وصلتني من جماهير اليونايتد عبر السوشال ميديا، تلك الرسائل في ذلك الوقت؟ كانت تعني لي الحياة بأكملها، أتمنى لو أنه كان بإمكاني معانقة كل شخص راسلني في تلك الأوقات
المباراة المقبلة كانت أمام ساوثامبتون في الكأس، فزنا، لكني لم أشعر بشيء، لم يكن جدّي موجود كي أشاركه فرحة الفوز
هناك شيء في الحياة، في كرة القدم، أفتخر به أكثر من أي شيءٍ آخر، وهو أني كنت قادرًا على مشاركة أجمل لحظاتي مع عائلتي
لكن في تلك اللحظات، عندما كنت مستميتًا للحديث مع جدي، جدّي كان قد رحل عن عالمنا، لذا، بدأت بالتفكير
أنا كنت محظوظًا جدًا في حياتي، فكّرت بكل شيء منحتني إياه كرة القدم، والحياة، كنت محظوظ بالفرص التي حصلت عليها في حياتي، محظوظ بعائلتي، وليسوا كثيرين من نالوا ذلك القسط من الحظ
لذلك، كنت حريصًا على أن يحظى الأطفال الآخرين بما حظيت به، قرّرت إنشاء جمعية خيريّة في أغسطس الماضي، تتعلّق بخصم 1% من الراتب السنوي للأعمال الخيريّة، إنضم لها العديد من اللاعبين والمدربين والشخصيات الرياضية، بدأت بنفسي وتبعني الكثيرين، وصل عددنا الآن ل94 رياضي
أحد الأمور التي تعلّمتها في كرة القدم أن تحقيق أحلامك يتطلّب فريق وجهد جماعي، الهدف من إنشائي لتلك المنظمّة كان رد جميل المجتمع
نحن اللاعبين كنّا محظوظين جدًا لكوننا عشنا الحلم، هيّا لنتعاون جميعًا كي نساعد الأطفال على عيش نفس الحلم وتجربة نفس المتعة
للتو أنهيت حصتي التدريبية مع فريق قريتي الصغيرة، أستورياس، والدي يقلّني للمنزل كما جرت العادة، لكنه يسلك طريقًا أخرى هذه المرة، أبي وقف عند إحدى الطرق، كان هناك شخص ينتظرنا، لقد تعرّفت عليه، هو أحد كشافي ريال مدريد، شاهدته يحضر لبعض المباريات من قبل
والدي تحدّث معه لبضعة دقائق ثم عاد للسيّارة، أخبرني أن ريال مدريد يريدوني، ارتبكت، مدريد؟ ريال مدريد؟ يريدون ضمّي؟
قضينا الأيّام المقبلة في التفكير حول العرض، والدي ووالدتي كان من الصعب عليهم إرسالي لمدينة كبيرة كمدريد لوحدي، في النهاية قالوا لي "أحيانًا القطار لا يأتي مرتين في الحياة."
تحدثت أيضًا مع جدي، مشجعي الأكبر على الدوام، طوال مسيرتي لم يفوّت مباراة لي، أخبرني بأن أتّبع ما يمليه عليّ قلبي، وأن حلمي بأن أصبح لاعب محترف يتطلّب المخاطرة
عندما يتحدّث الناس عن كرة القدم، في الغالب يتحدّثون عن الأموال أو البطولات، لكن كرة القدم توفّر أشياء أخرى لصغار السن، توفّر لهم تجربة الحياة الحقيقية، وأحيانًا الحياة تكون صعبة
ذهبت لمدريد، هناك تعلّمت كيف أعيش بمفردي، عندما تكون لوحدك، تكتشف الكثير من الأشياء عن نفسك، تفكّر كثيرًا بمقدار الجهد المضني الذي بذلته عائلتك لتكون حيث أنت الآن، بعدها تدرك مسؤوليتك تجاههم بأن تعمل بجد لرد هذا الجميل، لكن في نادٍ كمدريد، الأمور تكون معقّدة بعض الشيء، خصوصًا عندما يمتلكون أمثال زيدان وفيجو وكارلوس وبيكهام
في صيف 2007 وقّعت لفالنسيا، أتمنى لو أن بمقدوري القول أن وقتي هناك كان مثاليًا لكنه لم يكن كذلك، في أول موسم بدّلنا 3 مدربين، للاعب عمره 19 عام الأمر صعب، عائلتي كانت قلقة، خصوصًا جدّي، كان يحضر دومًا للميستايا
أخبرته ذات مرّة وأنا في فالنسيا أنّي أعاني كثيرًا، ولن أنسى ما قاله لي، لقد قال "خوان، مستقبلك ومسيرتك الكروية، يمنحاني الحياة، أنا كلّي فخر بك، أنا يغمرني الأمل عندما أشاهدك."
سنواتي الأربعة في فالنسيا أُشبّهها بشهادة الماجستير، هناك تعلّمت فن كرة القدم وعرفت معنى الحياة وقيمتها
فترتي في إنجلترا هي الحياة الحقيقية التي تأتيك بعد أن تنهي دراستك الجامعية، تعرف فيها الصعود والهبوط، أفضل لاعب في تشلسي لعامين، لقب دوري الأبطال، ثمّ سنة صعبة جدًا عانيت فيها على الدكّة، عانيت لدرجة أني شككت في قدراتي كلاعب جيد
ليلة ميونيخ لن أنساها، عندما وصلنا لركلات الترجيح، عندما تقدّم دروغبا لتنفيذ ركلة الجزاء، كنت على يقين تام بأنه سيسجل، تعابير وجهه بعد الهدف تشرح لك كل شيء، لم يكن يعرف، أعليه أن يضحك أم يبكي؟ لقد كان فوق سطح القمر، مثلنا جميعًا
بمجرّد أن تخطينا جنون تلك اللحظات، فكّرت بعائلتي، جميعهم كانوا في الملعب، أبي وأمي وجدّي وجدّتي وأصدقائي، علمت أن ركلات الترجيح ستوتّرهم، خصوصًا المسكينة جدّتي، جدّي أخبرني بعد اللقاء أنها من شدة التوتر فضّلت الإختباء في الحمّام على مشاهدة ركلات الترجيح
أثناء احتفالاتنا بتحقيق اللقب في غرفة خلع الملابس وفي الملعب، نظرت حولي وشاهدت جمال كرة القدم
حارس من التشيك، مدافع من صربيا وآخر من البرازيل، لاعبي وسط من غانا والبرتغال ونيجيريا وإسبانيا وإنجلترا، وبالطبع، ذلك المهاجم المدهش من ساحل العاج
لقد جئنا من مختلف أنحاء العالم، من ظروف مختلفة، ونتحدث العديد من اللغات المختلفة، البعض نشأ في زمن الحرب، البعض نشأ في ظروف فقر، لكنّا كنّا متّحدين هناك، هناك في ألمانيا لأجل هدفٍ واحد، لنصبح أبطالًا لأوروبا
الطريقة التي جئنا فيها سويًا من جميع أنحاء العالم لتحقيق هدف مشترك، بالنسبة لي، أهم وأكثر فائدة من اللقب الذي حصلنا عليه
أنا أهتم جدًا بالعلاقات، عندما غادرت تشلسي نحو مانشستر يونايتد، بقيت مهتمًا جدًا بتشلسي، كنت حريص للغاية على أن يحصل النادي على مبلغ ذو قيمة من صفقة بيعي، وحرصت على إبقاء علاقتي جيدة بكل من أعرفهم هناك، آمل أن أكون قد نجحت بذلك
لكني شيطانٌ أحمر الآن، دومًا أقول أن هناك أندية عظيمة، ثم هناك مانشستر يونايتد، هدفي المقصي في ليفربول لا زال الناس يسألوني عنه، سواء في قريتي الصغيرة اوفييدو أو مومباي أو لوس أنجليس أو بيكين، عائلة اليونايتد كبيرة جدًا في جميع أنحاء العالم
عشقي لجمهور اليونايتد يزداد عامًا تلو الآخر، في فبراير من العام الماضي كنت بحاجة لمساعدتهم
جدّي الذي لم يكن قد فوّت لقاء واحد لي طوال حياتي، كان مريض للغاية، أتذكر محادثتي معه في الحافلة عبر سكايب بعد الفوز على سانت إيتيان في فرنسا في اليوروباليج، صوته كان خافت، كان يعاني، بالكاد يتحدّث، لكنه أخبرني أن الآسيست الذي قدمته لمخيتاريان كان عظيم
أقول لك يا جدّي، ذلك الآسيست هو الأفضل في حياتي، لأنه كان الأخير الذي تشاهده لي، بعد تلك المباراة بأيّام، توفيّ جدّي
عندما يحدث معك شيء مهم في حياتك وتكون في مكانٍ ما، تتذكر كل شيء حصل معك في ذلك اليوم، أنا لا زلت أتذكر لقاء سانت إيتيان بكل تفاصيله، وحتى طريق العودة للمنزل أتذكرها، أتمنى أن أراك يا جدّي مرةً أخرى للحديث عن تلك المباراة
ذهبت لإسبانيا لحضور جنازته، وعندما عُدت، رأيت جميع الرسائل التي وصلتني من جماهير اليونايتد عبر السوشال ميديا، تلك الرسائل في ذلك الوقت؟ كانت تعني لي الحياة بأكملها، أتمنى لو أنه كان بإمكاني معانقة كل شخص راسلني في تلك الأوقات
المباراة المقبلة كانت أمام ساوثامبتون في الكأس، فزنا، لكني لم أشعر بشيء، لم يكن جدّي موجود كي أشاركه فرحة الفوز
هناك شيء في الحياة، في كرة القدم، أفتخر به أكثر من أي شيءٍ آخر، وهو أني كنت قادرًا على مشاركة أجمل لحظاتي مع عائلتي
لكن في تلك اللحظات، عندما كنت مستميتًا للحديث مع جدي، جدّي كان قد رحل عن عالمنا، لذا، بدأت بالتفكير
أنا كنت محظوظًا جدًا في حياتي، فكّرت بكل شيء منحتني إياه كرة القدم، والحياة، كنت محظوظ بالفرص التي حصلت عليها في حياتي، محظوظ بعائلتي، وليسوا كثيرين من نالوا ذلك القسط من الحظ
لذلك، كنت حريصًا على أن يحظى الأطفال الآخرين بما حظيت به، قرّرت إنشاء جمعية خيريّة في أغسطس الماضي، تتعلّق بخصم 1% من الراتب السنوي للأعمال الخيريّة، إنضم لها العديد من اللاعبين والمدربين والشخصيات الرياضية، بدأت بنفسي وتبعني الكثيرين، وصل عددنا الآن ل94 رياضي
أحد الأمور التي تعلّمتها في كرة القدم أن تحقيق أحلامك يتطلّب فريق وجهد جماعي، الهدف من إنشائي لتلك المنظمّة كان رد جميل المجتمع
نحن اللاعبين كنّا محظوظين جدًا لكوننا عشنا الحلم، هيّا لنتعاون جميعًا كي نساعد الأطفال على عيش نفس الحلم وتجربة نفس المتعة
تعليقات
إرسال تعليق